تقع حارة اليمن في ولاية إزكي بمحافظة الداخلية، وهي واحدة من أقدم الحارات التاريخية في سلطنة عُمان، إذ يعود تاريخها إلى ما قبل الإسلام. يُنسب اسمها إلى العرب اليمانيين الذين استقروا فيها منذ قرون، لتكون شاهدة على الإرث الحضاري والتاريخ العريق للمنطقة.
تصميم معماري يعكس العراقة
تتميز حارة اليمن بتصميمها المعماري الفريد، حيث تحيط بها أسوار دفاعية بطول 600 متر وارتفاع خمسة أمتار، مبنية من الحجارة والطين، ما يمنحها طابعًا حصينًا يعكس فن العمارة الحربية العُمانية. تضم الحارة ثلاثة أبراج دفاعية وأربع بوابات رئيسية تُعرف محليًا بـ”الصباحات”، والتي كانت تُستخدم لحماية السكان وتنظيم الدخول والخروج من الحارة.
المعالم البارزة داخل الحارة
تضم الحارة العديد من المعالم المهمة التي تعكس تطور الحياة الاجتماعية والدينية فيها، ومن أبرزها:
جامع إزكي القديم: أحد أقدم المساجد في المنطقة، كان يضم في السابق 64 عمودًا أسطوانيًا، ولكن خلال عمليات الترميم التي جرت بين عامي 1868 و1870م، تم تقليص عدد الأعمدة إلى 16 عمودًا، مع الحفاظ على طابعه التراثي.
السبل التقليدية: تحتوي الحارة على خمسة مجالس تقليدية تُعرف بـ”السبل”، وهي أماكن تجمع السكان لمناقشة القضايا الاجتماعية والدينية. وتشمل:
سبلة العالي
السبلة الغربية
السبلة الشرقية
السبلة الجنوبية
سبلة الصباح
جماليات العمارة والتصميم الداخلي
تُعد الزخارف والنقوش التي تزين أسقف المنازل القديمة في حارة اليمن من أبرز مظاهر العمارة العُمانية التقليدية. تتميز هذه الزخارف بكتابات قديمة ونقوش هندسية تجسد الإبداع الحرفي العُماني، مما يجعل الحارة متحفًا مفتوحًا يعكس عبق التاريخ وأصالة الماضي.
نموذج للعمارة الحربية العُمانية
تمثل حارة اليمن نموذجًا رائعًا لفن التحصين الدفاعي في العمارة العُمانية، إذ تعكس أسوارها وأبراجها الدفاعية العلاقة الوثيقة بين السكان وأسلوب حياتهم المتنوع عبر العصور. كما تُعد شاهدًا على مهارات العُمانيين في البناء والتخطيط العمراني الذي يلبي احتياجاتهم الأمنية والاجتماعية.